البحث العلمي أو البحث بالطريقة العلمية هو سلوك إنساني منظم. يهدف إلي استقـصاء صـحة معلومـة أو فرضـية أو توضـيح لموقـف أو ظـاهرة وفهـم أسـبابها وآليـات معالجتها. أو إيجاد حل ناجح لمشكلة محددة أو سلوكيات اجتماعية تهم الفرد والمجتمـع. أو اختبار مدى نجاح تقنيات جديدة لتطوير الإنتاج كإدخال الزراعة بدون تربة كنظم جديدة في إنتاج الخضار واختبار نجاح أنواع و أصناف جديدة محددة لهذه الزراعة.

يعتبر البحث العلمي أحد أكثر الواجبات الدراسية تعقيدًا واستهلاكًا للوقت والجهد. لكنّه ذو أهميّة كبرى في الوقت ذاته نظرًا لأن علامته تشكّل جزءًا كبيرًا من علامات الطلاب في مختلف المواد الدراسية. بل تخصص الكثير من الجامعات والمعاهد دورات خاصة متخصصة حول منهجيات كتابة البحوث العلمية وأساليبها.

يُعدّ البحث العلمي تقنية الحضارة المبتكرة لفهم الماضي واستيعاب الحاضر واستشراف المستقبل. و أمل الشعوب في مختلف أنحاء العالم هو البحث العلمي من أجل تحقيق الراحة والرفاهية بكافة أشكالها. فالوظيفة الأساسية للبحث العلمي هي في تقدم المعرفة من أجل توفير ظروف افضل لبقاء الإنسان وأمنه ورفاهيته. من خلال البحث عن حلول لمختلف المشكلات والعقبات التي تواجه الشعوب، ونجد أن تحضر وتقدم الأمم يتم قياسه بمدى الاهتمام بالبحث العلمي، كما أن الأبحاث تؤكد أن تطور البحث العلمي يتناسب بشكل طردي مع تقدم الشعوب، ومن خلال مقالنا اليوم سوف نتحدث بشئ من التفصيل عن ماهية البحث العلمي وأهميته في تطوير المجتمعات.

محتويات المقال:

 

1. ما هو البحث العلمي ؟
2. خصائص البحث العلمي
3. خطوات إعداد البحث العلمي
4. أهمية البحث العلمي في تطوير المجتمعات
5. أنواع البحث العلمي
6. مواصفات البحث العلمي الجيد

 

ما هو البحث العلمي ؟

 

للبحث العلمي عدة تعريفات أهمها:

 

  • البحث العلمي عبارة عن: "مجموعة من الإجراءات النظامية التي ينتهجها الباحث أو الدارس. من أجل التعرف على جميع الجوانب المتعلقة بموضوع أو إشكالية علمية، والهدف النهائي الذي يسعي إليه الباحث هو حل تلك المشكلة".
  • يُعرف البحث العلمي ايضا علي أنه: نظام سلوكي يهدف لنمو الإدراك البشري وزيادة قدرته علـى الاستفادة مما فوق وتحت الثرى وبما يوفر حيـاة حـضارية كريمـة للفـرد والمجتمـع. فهـو سلوك إجرائي واع يحدث بعمليـات تخطيطيـة وتنفيذيـة متنوعـة للحـصول علـى النتـائج المرجوة.

 

البحث العلمي كنظام سلوكي يتكون من:

 

1- المدخلات

 

تتكـون مـدخلات نظـام البحـث مـن عـدد مـن العناصـر أهمهـا الباحـث ومعرفتـه المتخصصة بالبحث العلمي، المشكلة والشعور بها واختيارهـا للبحـث، ثـم غـرض أو هدف البحـث، والدراسـات والأبحـاث الـسابقة لحلهـا، وفرضـيات وافتراضـات معالجـة المشكلة والإمكانيات المتوفرة لهذه المعالجة إضافة للصعوبات التي تعترض عمليـات المعالجة وأهمية حلها للمعرفة البـشرية وفائـدة ذلـك للفـرد والمجتمـع، والمفـاهيم والمصطلحات التي سيتم تناولها بالبحث.

 

2- العمليات

 

تتكـون مـن منهجيـة بحـث المـشكلة والتـصميم الإحـصائي المناسـب لطبيعـة البحث وظروفه. أو إجراءات حـل المـشكلة للوصـول للنتـائج المقـصودة أو هـي طـرق وتقنيات اختبار الفرضيات المطروحة حول البحث.

 

3- المخرجات

 

تتكــون مــن نتــائج البحــث العلمــي. بمــا فــي ذلــك نتــائج القياســات والتجــارب والاختبــارات الحقليــة والمخبريــة. التــي ترتــب فــي جــداول تتــضمن نتــائج التحليــل الإحصائي لها ثم تختصر فـي جـداول أو أشـكال أو خطـوط بيانيـة تـساهم فـي إبـراز النتائج الهامة وهي مكتفية بمتوسـطات. آمـا تـشمل المخرجـات الحلـول التـي تـم التوصــل إليهــا مــن اســتنتاجات وتوصــيات وتــضمينات ثــم الورقــة العلميــة أو البحــث المكتــوب المنــشور والــذي ينبغــي أن يــشمل عناصــر النظــام الــثلاث ( المــدخلات والعمليات والمخرجات ).

 

4- الضوابط التقييمية

 

وتشمل تقييم البحث من لجنة ثلاثية تضم مختصين بموضوع البحـث. وتتـضمن نقاط التقييم لعناصر النظام الثلاث قبل اعتماد نتائج البحـث وتعميمهـا. إذ أن مكونات النظام وآليات عملها وأساليب تفاعلها ونواتجهـا الـسلوكية تكـون معروفـة ومنـضبطة ودقيقة في تكوينها وعلاقاتها التشغيلية، كما أنها محكومة فـي تفاعلاتهـا بمبـادىء وخطوات منطقية وتطبيقية محددة، مؤدية في العادة لنتائج مدروسة والمؤشـرات أو المعايير التقييمية تبـين صـلاحية البحـث لحـل المـشكلة التـي تجـري دراسـتها ثـم كشف فعاليته فـي معالجـة المـشكلة وتوضـيح الإسـهامات العلميـة الجديـدة التـي يقدمها هذا البحث للمعرفة البشرية.

 

خصائص البحث العلمي

 

  • عمليـة موثوقـة قابلـة للتكـرار مـن أجـل الوصـول لنتـائج مـشابهة للتحقـق مـن موثوقية وصحة نتائج البحث. ومن دقة هذه النتائج وعدم نقصها أو تلوثها ببيانـات لا تخصها وكفايتها النوعية والكمية عموماً لأغـراض البحـث المقترحـة وللتحقـق من صلاحية وفعاليـة إجـراءات البحـث لطبيعـة المـشكلة والنتـائج المرجـوة مـن البحث.
  • البحث العلمي عملية منظمة للسعي وراء الحقيقة. أو إيجاد حلول لحاجـة علميـة أو اجتماعيـة أو عملية، عبر تبني منهج منظم مدروس هو أسلوب البحث العلمي.
  • عملية واقعية تجريبية لأن البحث العلمي ينبع من الواقع وينتهي بـه مـن حيـث ملاحظاته وعمليات تنفيذه وتطبيق نتائجه.
  • البحث العلمي عملية نشطة موضوعية وجادة متأنية.
  • عملية موجهة لتحديث أو تعديل أو إثراء المعرفة الإنسانية.
  • عملية خاصة حيث للبحث العلمي خصوصية في تركيزه ومنهجيته ثـم عموميـة بدايته ونهايته. وهو عملية تهدف في مجملها إلى تحقيق غرض محدد فالبحـث العلمي قد يبـدأ عامـاً مفتوحـاً علـى كل شـيء مناسـب مـن البيئـة المحيطـة يـستقرىء مـن تفاصـيلها وأمثلتهـا ومحـسوساتها المختلفـة طبيعـة المـشكلة وحدودها.
  • عملية منطقية يأخذ الباحث على عاتقـه التقـدم فـي حـل المـشكلة بحقـائق وخطوات متتابعة متناغمة عبر منهج استقرائي واستنتاجي.

 

خطوات إعداد البحث العلمي

 

  • اختيار موضوع البحث:

 

قد يبدو اختيار موضوع البحث مُهمة شاقة على الباحث، للصعوبات التي يواجهها في انتقائه لأحد الموضوعات المتصلة بتخصصه، أو تعذر معرفته بحقيقة الجدوى من البحث فيه. فإذا وجد الباحث في نفسه ميلاً للبحث في موضوع ما، فعليه أن يختار موضوعاً حيّاً، وأن يتحقق من جدواه ومدى حاجة الدولة والمجتمع إليه. وقدرته على الاستمرار فيه إلى منتهاه.

 

  • تحديد مشكلة البحث:

 

أول ما يتوجب على الباحث تحديده هي المشكلة أو الظاهرة التي سيقوم بدراستها ومن ثم تحليلها. وعلى الباحث أن يضع في اعتباره ضرورة أن تكون المشكلة البحثية في نطاق تخصصه الدراسي. وضمن اهتماماته البحثية، وأن تكون محددة وذات قيمة علمية وعملية. حتى يتمكن من الإبداع والابتكار في حلها. وتعد المشكلة البحثية المحورَ الرئيسي الذي تدور حوله الدراسة، فهي أسئلة وفرضيات في ذهن الباحث بوجود قصور أو ضعف أو غموض في جانب معين يتطلّب استجلاءً لأمره.

 

  • تدوين مقدمة البحث:

 

مقدمة البحث من الأساسيات التي لا يمكن تجاهلها. وتلك المقدمة يجب أن تكون واضحة ومختصرة في نفس الوقت، مع إبراز أهمية هذه الدراسة، وقد يذكر الباحث آية قرآنية أو حديث نبوي بها، كما أنه يمكن ذكر بعض الحلول المبتكرة لتلك المشكلة بصورة مشوقة من أجل جذب القارئ.

 

  • توضيح أهداف البحث:

 

أهداف البحث العلمي، هي الأغراض التي يسعى الباحث إلى تحقيقها عن طريق البحث والتقصي. ولذلك عليه وضع أهداف محددة لبحثه؛ لحصر ما هو ضروري من المواضيع والبيانات والمعلومات اللازمة لتنظيمه في أجزاء محددة وأسلوب واضح.

 

  • فرضيات أو تساؤلات البحث العلمي:

 

فرضيات البحث العلمي

 

يتم استخدام فرضيات البحث العلمي في الأبحاث ذات الصبغة العلمية. وتكون في صورة فرضية واحدة أو أكثر من فرضية، حسب درجة التعمق في موضوع البحث العلمي، وكل فرضية تتضمن متغيرًا مستقلًا وتابعًا، وينبري الباحث العلمي عبر خطوات البحث في إيجاد العلاقة بين تلك المتغيرات، والهدف في النهاية هو إيجاد نتائج وفقًا لبراهين واضحة، ثم وضع حلول المشكلة.

 

تساؤلات البحث العلمي

 

تستخدم تساؤلات البحث العلمي في الأبحاث الإجتماعية ذات الصلة بالعلوم الإنسانية. والتي تتعلق بدراسة الظواهر الاجتماعية السلبية مثل: إدمان المخدرات أو العنف ضد النساء أو الأطفال.... إلخ ، وتلك الأسئلة تحتوي على متغير واحد فقط مستقل يقيس من خلاله الباحث نسبة وجود المشكلة من عدمه، وفي النهاية يضع الباحث عديدًا من الحلول الجذرية التي تنم عن إبداعه الفكري بعد تحليل المشكلة.

 

  • وضع خطة للبحث:

 

خطة البحث العلمي هي التصوّر المسبق للباحث في كيفية كتابة بحثه. وهي الخريطة شبه التفصيلية التي سيلتزم بها أثناء عملية البحث. وتُعرف أيضاً أنها: البوصلة التي يهتدي بها الباحث في مسيرته البحثية. وبها يمكن الحُكم على جدوى البحث وجدارة الباحث.

 

  • البحث عن المعلومات:

 

وهنا تبدأ رحلة البحث عن المعلومات من المصادر التي تنقسم إلى جزئين هما:

 

  1. الكتب والمراجع والمقالات والنشرات العلمية وأقوال الخبراء بعد التأكد من مصادرها.
  2. عينات الدراسة التي تناسب مادة البحث.

 

من أهم المعوقات التي تعترض سبيلَ الباحث في رحلته البحثية هي ندرة المراجع ذات الصّلة ببحثه أو عدم وجودها؛ ولذلك فإنّ عليه التأكّد - عند اختياره لموضوع ما - من وجود المراجع والمعلومات المتعلقة به كسباً للجهد والوقت، والانصراف إلى موضوع آخر أكثر سهولة ويسراً إن تعذّر عليه ذلك.

 

  • اختيار المنهج العلمي للبحث:

 

وتختلف نوعية المنهج العلمي المتبع حسب طبيعة البحث العلمي، ومن أشهر المناهج المتبعة في الأبحاث الاجتماعية المنهج الوصفي والذي يهدف إلى التعرف على سلوكيات وصفات الأفراد محل الدراسة، والمنهج التجريبي المتبع في دراسة الأبحاث ذات الصلة بالعلوم الطبيعية مثل الفيزياء والكيمياء والهندسة، والمنهج التاريخي الذي يسهم في تتبع مشكلة في الماضي ودراسة تطورها في الحاضر، ومن ثم التنبوء بالسلوكيات المستقبلية، لمحاولة تلافي السلبيات التي تتعلق بتلك المشكلة وعلاجها.

 

  • كتابة مَـتْن البحث:

 

مَتْن البحث هو أصل البحث ومحتواه، وفيه تبرز أفكار الباحث وقناعاته وتحليلاته، والإجراءات التي اتبعها، والأسلوب الذي استخدمه، ومبررات اختياره له. ومتن البحث يبدأ بصفحة العنوان وينتهي بقائمة المحتويات. بما يتضمنه من عناوين رئيسة وفرعية، وخاتمة وتوصيات وملاحق وغيرها.

 

تأتي تلك المرحلة بعد جمع المعلومات واختيار المنهج المناسب بالنسبة للبحث العلمي، وهي من أكبر مراحل البحث العلمي، ومن المهم أن تتم تجزئة المتن إلى أبواب وفصول ومباحث على أن يحمل كل جزء الجديد دون تكرار للأفكار.

 

  • تدوين نتائج البحث العلمي:

 

وهي من أهم الجزئيات في البحث العلمي. ويجب أن تكون واضحة ومعبرة عن كامل المعلومات المُفندة في البحث، وتحمل في طياتها الإجابة عن التساؤلات أو الفرضيات، وهي من أكثر الأجزاء التي يطالعها القارئون أو المقيمون في البحث العلمي، ومن دونها لا يستقيم البحث.

 

  • خاتمة البحث العلمي:

 

تأتي خاتمة البحث العلمي في نهايته. ويجب أن تتضمن بياناً مكثّفاً ومختصراً لنتائج البحث، وما تَبَدّى فيه من رؤى وحقائق في ميدان العلم والمعرفة. وكذلك طبيعة التوصيات التي اقترحها الباحث لتسوية الإشكالية الأساسية والإشكاليات الفرعية التي عرضها في متن البحث.

 

وينبغي أن تكون الخاتمة مختصرة مثل المقدمة. على أن يسوق فيها الباحث العلمي ما قام به جهود علمية؛ من أجل ظهور البحث بتلك الطريقة، ويجب أن يكون ذلك بأسلوب إنشائي متواضع.

 

  • قائمة مصادر و مراجع البحث:

 

تُعد قائمة المصادر والمراجع السندَ الأساسي الذي تستند إليه عملية التوثيق في البحث العلمي. وهي بلا شك أول ما يطلع عليه القارئ، ولذلك فهي ذات أهمية كبرى في تكوين الانطباع الأول عن الباحث. وإحدى الوسائل التي يتحقق بها القارئ عن مدى أمانة الباحث العلمية. إن كتابة الهوامش ووضع قائمة بها في نهاية البحث تُعبر عن موضوعية الباحث وحرصه على إبراز جهود الآخرين والاعتراف بدورها في بحثه العلمي.

 

أهمية البحث العلمي في تطوير المجتمعات

 

البحث العلمي هو المدخل الحقيقي والصحيح لتنمية المجتمع. و يعد التقدم والتطور الذي وصلت إليه الدول المتقدمة اقتصاديا من خلال البحث العلمي ليس بمجرد توفير السيولة المادية والخامات الطبيعية فقط، بل كان نتيجة لاهتمام الجامعات بتوفير القوى العاملة المؤهلة التي تحتاجها المؤسسات التنموية. وتتمثل أهمية البحث العلمي في تطوير المجتمعات في النقاط التالية:

 

1- تتمثل أهمية البحث العلمي في تقديم رؤية عن المستقبل، والاتجاه الذي تسير فيه المجالات المعرفيّة، ومدى تطورها.

 

2- البحث العلمي يساعد الباحث العلمي على تفعيل العقل للتعرّف على ما يحدث في أماكن مخفيّة عن الأنظار.

 

3- يلعب البحث العلمي دورا كبيرا في دفع عجلة التطور نحو الأمام. و تقدم المجتمع في كافة نواحي الحياة.

 

4- يساهم البحث العلمي في مساعدة الناس على فهم ورؤية الكون بشكل أوضح.

 

5- يساهم البحث العلمي في تنمية أساليب ومنهجيات وآليات متطورة لإجراء الدراسات.

 

6- تتمثل أهمية البحث العلمي في تنمية الاقتصاد و إنجاح الأعمال التجارية والمشاريع.

 

7- يساهم البحث العلمي في تخلص المجتمع من الظواهر السلبية وذلك لأن البحث العلمي يجد الحلول لهذه الظواهر.

 

8- تتيح الأبحاث العلميّة للباحثين فُرصة رفع مستوى المعرفة العام. وتزويدهم من إمكانيّات التفكير العميق.

 

9- للبحث العلمي دور كبير في إثبات صحة النظريات الصحيحة، وتصحيح النظريات الخاطئة.

 

10- يعتبر البحث هو المحرك الأساسي لعجلة التطور والتقدم، وذلك من خلال الاكتشافات التي يقدمها في المجالات كافة.

 

البحث العلمي
ما هو البحث العلمي وما أهميته في تطوير المجتمعات ؟

 

أنواع البحث العلمي

 

للبحث العلمي عدة أنواع وفقاً للهدف منه سوف نذكرها لكم بشيء من التفصيل:

 

الأبحاث التجريبية

 

يمكن تعريف البحث التجريبي كمخطط تفصيلي لعملية البحث يمكّن الباحث من السيطرة على جميع العوامل التي قد تؤثر على نتيجة التجربة. وهي من بين أنواع البحث العلمي التي تهدف إلى تطبيق نظريات معروفة للتأكد من صحتها، وتحقيق المعرفة، وذلك النوع يستخدم في تطوير طرق العمل في مجال معين.

 

تعمل الأبحاث التجريبية على تحليل الظواهر والمشكلات تبعا لمنهج علمي، ومن ثم ضبط التفاصيل من أجل التحقق من صحة وجودها، فنجد الباحث يعمل على ضبط كل المتغيرات. حيث يحاول الباحث تحديد أو التنبؤ بما قد يحدث. غالبًا ما يتم استخدام البحث التجريبي عندما يكون هناك أولوية زمنية في العلاقة السببية (السبب يسبق التأثير) ، أو عندما يكون اتساق في العلاقة السببية (يؤدي السبب دائمًا إلى نفس التأثير).

 

الأبحاث النظرية

 

يهدف هذا النوع من الأبحاث العلمية إلى القيام بعدة مهام علمية بغرض الفهم لموضوع أو مشكلة معينة من أجل التوصل إلى نظريات وقوانين وحقائق علمية، وهو ما يهدف إلى تحقيق التنمية في المعرفة العلمية بشكل أوسع وبصورة أدق.

 

الأبحاث التاريخية

 

الغرض من البحث التاريخي هو تسجيل جميع الوقائع والأحداث و جمع الأدلة والتحقق منها وتوليفها من الماضي لإثبات الحقائق التي تدافع عن فرضيتك أو تدحضها. وذلك حتى يسهل علينا فهم الأحداث المعاصرة، وقد ينتج عنه التنبؤ بأحداث سوف تحدث في المستقبل.

 

ويستخدم في الأبحاث التاريخية مصادرٌ ثانوية ومجموعة متنوعة من الأدلة الوثائقية الأولية ، مثل السجلات والمذكرات والسجلات الرسمية والتقارير والأرشيفات والمعلومات غير النصية (الخرائط والصور والتسجيلات الصوتية والمرئية). بشرط أن تكون هذه المصادر يجب أن تكون أصلية وصالحة.

 

الأبحاث التطبيقية

 

هي الأبحاث المتعلقة بالشؤون العلمية والهدف منها تنفيذ عدة نشاطات علمية ينتج عنها تطبيق للمعارف العلمية بشكل مباشر وبصورة واقعية، ونجد أنه يتم استخدام هذا النوع من الأبحاث في عدة مجالات مختلفة مثل الصحة والتعليم.

 

البحث العلمي التطبيقي يهدف إلى حل مشكلة قائمة؛ عن طريق التَّعرُّف على جميع الجوانب المُحيطة بالمشكلة، ويجب على الباحث العلمي اتِّباع الشفافية والموضوعية لأقصى درجة في تلك النوعية من الأبحاث؛ من أجل الوصول إلى نتائج قاطعة، وينبغي استخدام القرائن والدلالات في ذلك؛ وبعد الانتهاء من مرحلة النتائج يكون الباحث قد أجلى المشكلة بشكل واضح، ومن ثَمَّ وضع الحلول التي تتمثَّل في المُقترحات والتوصيات، ويجب أن يكون ذلك قابلًا للتطبيق وفي ضوء الإمكانيات المالية المُتاحة، سواء بالنسبة لما هو مُحدَّد من موارد للبحث العلمي، أو في حالة كون المشكلة عامَّة يكون ذلك وفقًا لإمكانيات الدولة الاقتصادية.

 

الأبحاث الوصفية

 

وهي الأبحاث ذات الصلة بدراسة مشكلة علمية عن طريق وصفها. والتعرف على مُسبباتها، ومن ثم وضع نتائج علمية دقيقة، تسهم في إيجاد الحلول المناسبة. و تعمل تلك الأبحاث على وصف عدة وقائع وأحداث متعلقة بموضوع البحث، بالإضافة إلى وصف الظروف التي لها علاقة بتلك الظاهرة بشيء من التفصيل.

 

ويمكن أيضا تعريف البحث الوصفي بأنه مجموعة من الإجراءات التي يقوم بها الباحث لوصف الظاهرة محل البحث، بالاعتماد على جمع البيانات والحقائق ومن ثم تحليلها بدقة بُغيَة استخلاص دلالتها والتوصل إلى نتائج يمكن تعميمها على مجتمع البحث. ومما يتسم به البحث الوصفي قدرته على الإجابة عن الأسئلة التي تبدأ بمَن وماذا ومتى وأين وكيف.

 

مواصفات البحث العلمي الجيد

 

عند اكتمال البحث بجميع عناصره وخطواته يعتبر بحث جيد. فالتزام الباحث في عناصر البحث العلمي يصبح من السهل الحكم عليه ومن السهل أيضاً على أي شخص قراءته. فإن للبحث العلمي مجموعة من العناصر التي يجب الالتزام بها والتعرف على أهمية كل عنصر من هذه العناصر ومميزاته وطريقة استخدامه ويمكننا تلخيص أهم أهم مواصفات البحث العلمي الجيد فيما يلي:

 

  • وضوح وشمولية عنوان البحث

 

يُظهر حُسنُ اختيار عنوان البحث قدرة الباحث على اختزال موضوع بحثه بكلمات محددة ودقيقة وشاملة. ما يقتضي التزامه باختيار عنوان مختصر يشمل مجال البحث وموضوعه وظرفه زماناً ومكاناً.

 

  • النظرة النقدية

 

يجب أن يتبنى البحث العلمي الجيد أسلوب النقد والتحليل لجميع العناصر التي يتم تضمينها في متن البحث، بحيث لا يلعب الباحث دور الناقل السلبي للمعلومات فقط بل يتبنى وجهة نظرة ويروج لها باستخدام الدراسات السابقة والأدبيات التي تناولت نفس الموضوع.

 

  • تخطيط حدود البحث

 

مِن أسس البحث العلمي قيام الباحث بتحديد الزمان والمكان اللذين سيكون البحث في إطارهما. ولا يجوز له أن يجعل بحثه مفتوحاً على مجالات جغرافية أو حقب زمنية غير محددة على وجه الدقّة.

 

  • الابتكار و الإضافة العلمية

 

تعتبر الغاية الأساسية لأغلب البحوث العلمية. هي تناول ظاهرة أو مشكلة معينة بشكل وطرح وإعطاء توصيات ومقترحات ونتائج لم يتم طرحها من قبل وهو ما يعتبر مشاركة فعالة لإثراء المجتمع البحثي.

 

ومن الممكن أن يقوم الباحث بالتطرق لفكرة أساسية ومعروفة لموضوع ما، سواء باستكمال أبحاث سابقة تناولتها، أو بالتعرض لها بصورة أشمل وأوفى، ما يقود إلى إضافة علمية مفيدة للمعرفة الإنسانية تنم عن روح إبداعية، وتنبئ بموهبة بحثية فذّة، وخيال علمي خصب.

 

  • الترابط بين أجزاء البحث

 

يلتزم الباحث بأن يكون بحثه مُترابطاً ومُنسجماً في أبوابه وفصوله ومباحثه وأجزائه الأخرى. وفق أسس علمية وخطوات منهجية. بما يجعل كُلّ فكرة فيه تقود إلى الفكرة التي تليها، لا أن يكون مُشتّتاً في مواضيعه ومتنافراً في استنتاجاته وخلاصاته وكأنه أبحاث عدّة في بحثٍ واحد.

 

  • الموضوعية

 

يتسم البحث الجيد بخلوه من المبالغات. وأساليب المدح والذم، وتحقير آراء الغير والتعصب واتباع الهوى، وهذا يتطلب قيام البحث على النقد البناء والنزاهة والأمانة والحيدة فى التعرف على الحقائق والتعامل معها، وفهم العلاقات الكائنة بين أجزاء المشكلة موضع الدراسة، وبينها وبين غيرها من الظواهر الأخرى.

 

  • التوثيق والإسناد

 

على الباحث احترام القواعد المتعارف عليها في استنباط المعلومة وتحقيقها. والحرص على تثبيت المصادر والمراجع التي استعان بها في هوامش صفحات بحثه. ثم توثيق هذه المصادر والمراجع في قائمة خاصة تظهر في نهاية البحث. وتضُم الكتب والنشرات والمقالات التي رجع إليها. بحيث يكون كل مرجع ذُكِر في القائمة مُستَخْدَماً بصورة فعلية في مَتن البحث، وكل مرجع ذُكِر في متن البحث ظاهراً في القائمة.