الباحث العلمي الجيد يجب أن تتضمن صفاته التفاني في مجال معين. والقدرة على البقاء منظمًا وتدوين الملاحظات المناسبة حول موضوع البحث. ومهارات التواصل القوية للتعبير عن الأفكار. والاستعداد لمشاركة الأفكار مع العالم المحيط، وقد تشمل الصفات الأخرى التواصل مع الأكاديميين والأفراد الآخرين خارج الميدان، والقدرة على قبول النقد وانتقاده.

يتطلب البحث العلمي في شتي المجالات توافر مجموعة من القيم والمبادئ الأخلاقية في كل من يمارس البحث العلمي. وعلي الباحث أن يكون ملماً بتلك المعايير والقيم. حتي يستطيع أن يحافظ علي حقوقة وصيانتها من كل ضرر ظاهر أو محتمل. ويخطئ من يتصور أن العملية البحثية لا تعدو مجرد فهم مجموعة من الأسس و الإجراءات التي تتصل بتحديد المشكلة وإعداد التصميم البحثي و تجميع البيانات والتعامل الإحصائي مع تلك البيانات وكتابة تقارير البحث وإنما هناك مجموعة من المعايير الأخلاقية التي تصاحب كل مرحلة من تلك المراحل.

إن تقدم الدول في مجال العلم والمعرفة. وتلك التي قطعت شوطاً في مجال التقدم والتنمية يرجع إلي اتخاذ تلك الدول البحث العلمي اسلوباُ ووسيلة ومنهاجاً. فإستطاعت ان تشخص مشكلاتها المختلفة وان تطوع امكانتها من أجل تحقيق التقدم و التنمية والرفاهية والازدهار لشعوبها . وعليه فإن البحث العلمي يعتبر رصيداً قومياً وثروة وطنية يجب تشجيعه ودعمه بكل الوسائل وكافة الطرق، كما يجب ان يكون معلوماً. إن اصوليات واساسيات البحث العلمي واحدة مهما اختلفت التخصصات والطرائق وبالتالي فجوهر البحث العلمي واحد مهما اختلفت المسميات. ونظرا إلي أهمية البحث العلمي في تقدم الأمم. قررنا أن نوضح لكم من خلال مقال اليوم أبرز صفات الباحث العلمي الجيد وأخلاقياته.

محتويات المقال

 

1. الباحث العلمي الجيد
2. أهمية البحث العلمي
3. صفات الباحث العلمي الجيد
4. أهم الصعوبات التي تواجه الباحث العلمي
5. أخلاقيات الباحث العلمي الجيد
6. أهم الخطوات لإعداد الباحث العلمي الجيد
. 1- الإلمام بقواعد اللغة المستخدمة في البحث
. 2- القراءة الواعية المستمرة في مختلف المجالات
. 3- العمل والتدريب المستمر

الباحث العلمي الجيد

الباحث العلمي هو الشخص الذي يخصص كامل وقته وحياته من أجل أن يقوم بالبحث عن المعارف بشتى أنواعها. بالإضافة إلى ذلك فإنه يعمل على إضافة أشياء جديدة لتلك المعارف تساعد هذه المعارف على التقدم والتطور. ولكي يقوم الباحث بالبحث العلمي بشكل ناجح يجب أن تتوفر فيه الاستعدادات الفطرية، النفسية، والكفاءة العلمية، فلا يجب على الباحث أن يشرع في القيام ببحث علمي في حال لم يكن يمتلك المعلومات الكافية حول هذا البحث، لذلك فإن الباحث الناجح هو الباحث الذي يقوم ببحث علمي في مجال يمتلك المهارة والخبرة الكافية فيه.

 

للباحث العلمي دور كبير في تطور العلوم وتقدمها، وذلك من خلال تقديمه لعدد من الحلول للمشاكل العالقة في البحث العلمي. ولا شك أن الباحث العلمي الجيد وأخلاقياته من الأمور المهمة في ميدان البحث العلمي، حيث إن البحث العلمي سلاح ذو حدين، ويمكن أن يستخدم في أغراض سلبية تؤدي إلى مخاطر جمة تدفع الأفراد والمجتمع للهلاك، والضابط في ذلك هو ما وضعه الخبراء والمنظمات العالمية من صفات وأخلاقيات يجب أن يتحلى بها الباحث؛ كي يخرج البحث العلمي بصورة إيجابية تحقق الأهداف السامية النبيلة والتي تتبلور في خدمة الجنس البشري، وتحقيق الرفاهية والتطوير المنشودين.

 

ولكي يكون الباحث ناجحا يجب أن يمتلك الثقافة الكافية والشغف الكافي. من أجل تحصيل أكبر قدر من الثقافة، وأن يمتلك الصبر، وذلك لأن البحث العلمي يحتاج إلى أن يكون الباحث صبورا للغاية. بالإضافة إلى ذلك فإن الباحث العلمي يجب أن يكون على اطلاع كامل على شروط وقوانين البحث العلمي. وذلك لكي يكون بحثه العلمي موافقا لها بشكل كامل. ولذلك يتميز الباحث العلمي الجيد بمجموعة من الصفات سوف نقوم بإيضاحها في السطور القادمة.

 

أهمية البحث العلمي

 

  • تتمثل أهمية البحث العلمي في معرفة المجال الذي يناسب الباحث. حيث يُحدّد الباحثون من خلال البحث المساقات والمواضيع التي تُناسبهم، وتجذبهم للبحث فيها، فالبحث لا يتعلّق فقط بمجرّد إتمام الدراسة ونشرها، بل يُحدّد للباحث الحقول العلميّة التي يرغب بدخولها في المستقبل.
  • تتمثل أهمية البحث العلمي في معرفة منشأ موضوع البحث وأصله. حيث يبدأ الباحث بجمع المعلومات لمعرفة الأصل الذي نشأ منه موضوع البحث الذي بين يديه. ومن خلال العمليّة التراكميّة للمعلومات ينتج بحث موسوعيّ مليء بالمعلومات.
  • زيادة الثقافة والمعرفة من خلال جمع البيانات والوثائق المتعدّدة حول البحث، وكلما زادت المعلومات بتفاصيلها في الموضوع، جعل هذا الباحث متفوقاً أكثر.
  • القدرة على الإنجاز بشكل فردي أو جماعي. حيث يتمكّن الباحث بواسطة إنجازه للبحوث. من تعلّم كيفيّة الموازنة بين العمل الذي يقع على عاتقهم بشكل فردي، وبين التنسيق في العمل كمجموعات.

 

صفات الباحث العلمي الجيد

 

إن الباحث العلمي هو شخص يهتم بإعداد الأبحاث والرسائل العلمية في كل المجالات المختلفة. في البحث العلمي الآن تطوير في كل المجالات. وكل باحث يتخصص في جزء معين أو في مجال معين في أحد الفروع العلمية. الباحث يقوم بعمل بحث في أحد المواضيع لكي يتوصل إلى كل ما هو جديد من معلومات في مجال بحثه يهتم بها ويستفيد بها الكثير من المعرفة الزائدة ويعمل على توسيع معارفه. ومن أهم الصفات التي يتميز بها الباحث العلمي الجيد ما يلي:

 

  • الاطلاع علي ما توصل إليه العلماء أو الباحثون السابقون

 

إن الباحث العلمي الجيد يقوم بالاطلاع على ما توصل إليه العلماء أو الباحثون السابقون في مجال تخصصه. وذلك لأن هذه الأبحاث تحتوي على التوصيات. وهي النقاط التي لم يقم الباحثون السابقون بحلها. وبالتالي فإن الباحث يستطيع من خلال البحث العلمي أن يبدأ بحثه العلمي من خلالها. ويعتبر ذلك وسيلة للحصول على المعلومات لإجراء الأبحاث العلمية، وكذلك قاعدة للانطلاق نحو التفكير المنظم العميق؛ لتجديد الأبحاث واقتراح مفردات جديدة.

 

  • الأمانة العلمية 

 

وهي ضرورة حتمية في البحث العلمي، وتختلف الأمانة العلمية عن التحيز اللاشعوري، فالأمانة العلمية تستقر في الضمير الحي والخلق المستقيم، وفيها احساس واع بالنزاهة وممارسة المسئولية، أما التحيز اللاشعوري فإنه يسكن في اللاوعي، ويتأثر بطبيعة الإنسان، ويمكن التغلب عليه إلي حد كبير بالاختيار الدقيق لطرق القياس التي تحد منه، بالاعتماد على الطرق الكمية، أو بقيام باحثين مختلفين بإجراء نفس التقييم ثم حساب المتوسطات، وتفيد اتباع الطرق الإحصائية السليمة كثيرا في هذا المجال.

 

  • الاطلاع الدائم والاستزادة من الثقافة والمعرفة

 

من أهم مواصفات الباحث العلمي الجيد الاطلاع الدائم والاستزادة من الثقافة والمعرفة. التي تتعلق بمجال تخصص الباحث العلمي، فلا ينبغي أن يقف الباحث عند حد معين من العلم. ومهما وصل الباحث من علو وارتفاع في الشأن يجب عليه أن يعلم أن البحث لا حدود له.

 

  • القدرة علي التفكير أو الحدس

 

وهو عبارة عن عملية نشأة الأفكار في الذهن. وقد يكون الخيال هو السبيل إلي خلق تلك الأفكار، ولكن الحدس بمعناه الدقيق هو ورود طارئ للأفكار التي يمكن أن تسهم في حل مشكلة ما دون وجود أسباب واضحة لذلك، وتأتي غالبا تلك الأفكار كوميض يخطر على ذهن الفرد، سواء أكان في وضع استرخاء، أم أثناء محاولته تدبر الأمر، أو حتى حينما يكون الإنسان بين اليقظة والنوم، وهي ظاهرة مألوفة لدى العلماء، وينبغي تسجيل الأفكار الطارئة بسرعة، لأنها غالبا ما تبعد الذهن بنفس السرعة التي تطرأ عليه، ويتعين بعد ذلك وضع تلك الافكار موضع الاختبار، لأنها ليست وسيلة من وسائل الاثبات العلمي، فقد تكون صحيحة أو غير ذلك.

 

  • تنظيم وإدارة الوقت

 

إن الباحث العلمي الجيد هو القادر علي تنظيم وإدارة الوقت للحصول على درجة بحث، ويمكنه التخطيط لعمله، والالتزام بالمواعيد النهائية، وإيلاء الاهتمام بتفاصيل البحث بأكمله، كما يجتمع بانتظام مع المشرفين الذين لديهم دراسة جيدة لعادات العمل، لذلك تعد إدارة الوقت من أهم صفات الباحث العلمي الجيد الذي يعمل بجد، ويخطط لبرنامج عمله، ولديه الخيال لرؤية جمال وسحر موضوع بحثي، من أجل أن يكتب بوضوح ودقة حول ما اكتشفه.

 

  • التمتع بالثقة

 

تعد الثقة التي من صفات الباحث العلمي الجيد أمرًا مطلوبًا للغاية لدى كل الباحثين، والذي تحظى بإعجاب الجميع، وهذه الثقة تساعدهم على تحقيق أهداف مهمة لنموهم الشخصي، كما يُعتقد أن الثقة تنمو مع مرور الوقت، وبالتالي يكتسب الطلاب ثقة أكبر في المجتمع، لذلك يجب على الباحث أن يكون واثقًا من نفسه وحازمًا في قراراته، وغالبًا ما يكون مخطئًا إذا كان حازمًا في سلوك معين، يؤدي به إلى طريق العداوة بينه وبين شخص ما في حياته بأكملها، فالحزم لا يصاحب ضمان الحصول على ما نرغب فيه، ولكنه يجلب الارتياح لمحاولة أفضل مستوى لدينا على ما تمنيناه.

 

  • استخدام الأسلوب الواضح في كتابة الأبحاث العلمية

 

من بين صفات الباحث العلمي الجيد استخدام الأسلوب الواضح في كتابة الأبحاث العلمية بعيدًا عن المفردات الغامضة التي لا يستطيع العامة تفهمها، وفي حالة ما إذا اضطرته الظروف لطرح مصطلحات علمية غريبة على الأذهان يجب أن يقوم بتعريفها.

 

  • المرونة الفكرية

 

يتسم الباحث العلمي الجيد بالمرونة الفكرية التي تحمله على تقدير أعمال الآخرين. وتفهم اجتهاداتهم في تقدير واحترام حتي وإن خالفوه الرأي، وإنصافهم  نقلاً لأرائهم ، أو تفسيراً لمواقفهم دون تحيز أو تحامل.

 

  • الدقة في اختيار موضوع البحث

 

يجب على الباحث أن يكون قادرا على اختيار موضوع بحثه بدقة كبيرة، وذلك لأن اختيار موضوع البحث يلعب دورا كبيرا في نجاح البحث العلمي الذي يقوم الباحث بعمله، لذلك يجب على الباحث أن يبتعد عن اختيار المواضيع المستهلكة والتي تمت دراستها بشكل مكثف، والبحث عن مواضيع جديدة وغير مطروقة من قبل.

 

  • الموضوعية

 

يجب أن يكون الباحث العلمي موضوعي أثناء قيامه بالبحث العلمي. فلا يجب عليه أن يضع أهداف من المستحيل تحقيق تحقيقها، بل يجب أن يكون موضوعي، ويحدد أهداف بإمكانه الوصول إليها.

 

أهم الصعوبات التي تواجه الباحث العلمي

 

  • ارتفاع تكلفة القيام بالبحث وإعداده، من حيث تكلفة التنقل للوصول إلى عينة البحث، وتكلفة التحليل الإحصائي في حال لم يكن لدى الباحث خبرة في تحليل البيانات على البرامج الحديثة وغيرها، وذلك في ظل انعدام التمويل وضعف الإنفاق على العديد من الأبحاث العلمية.
  • عدم توفر المصادر والمراجع الأولية والثانوية حول المشكلة أو القضية التي تشكل موضوع البحث الخاص بالباحث. مما يستغرق منه وقتا وجهدا طويلا جدا للالبحث عن مصادر أخرى لبناء إطاره النظري وقاعدة البيانات الخاصة به حول المشكلة.
  • يواجه بعض الباحثين صعوبة كبيرة في الوصول إلى بعض المناطق التي يقطن فيها مجتمع دراستهم، وذلك نظرا لبعد هذه الأماكن أو لعدم استقرارها السياسي والجغرافي وغيرها من الأسباب، حيث إن ذلك من شأنه أن يعرض الباحث إلى الخطر ويشكل تهديدا على حياته، علما أنه لا يمكن القيام بالبحث في بعض الحالات بمعزل عن الوصول إلى تلك العينة.
  • إحباط الباحثين وذلك ببقاء أبحاثهم على رفوف المكتبات. وعدم تطبيق النتائج التي توصلوا إليها من خلال هذه الأبحاث على أرض الواقع والاستفادة منها. مما دفع العديد من الأشخاص إلى اعتبار البحث العلمي مضيعة للوقت.
  • عدم تعاون بعض فئات المجتمع مع الباحث، وعدم وجود ثقافة تحترم هذا النوع من الأعمال العلمية والأكاديمية رغم أهميتها الكبيرة جدا.

 

أخلاقيات الباحث العلمي الجيد

 

  • التعامل بحيادية مع جميع المفحوصين من أخلاقيات الباحث العلمي التي ينبغي أن يراعيها الباحث دون مُحاباة لأحد على حساب الآخر.
  • من أهم أخلاقيات الباحث العلمي التواضع، وخاصة عند طرح النظريات أو الأفكار التي تتعلق بالآخرين، وفي حالة القيام بنقد بعض الآراء يجب أن يأخذ الباحث العلمي في عين الاعتبار أن البشر قد يصيبون أو يخطئون، ولا يوجد نتائج حاسمة في البحث العلمي، حيث إن جميع ما يتم سوقه في المؤلفات والمراجع السابقة عبارة عن أفكار وتأملات تخضع لظروف زمنية ومكانية معينة، ومن الممكن أن تتغير من فترة لأخرى.
  • عدم إلحاق الضرر بالمفحوصين. من أخلاقيات الباحث العلمي التي يجب أن يلتزم بها جميع الدارسين في مجال الأبحاث العلمي، وهو ما حثت عليها المعايير الدولية، وفي حالة إجراء أبحاث قد يترتب عليها بعض السلبيات بالمبحوثين يجب أن يتم إبلاغهم بذلك مع أخذ الموافقة الكتابية منهم؛ حتى لا يتعرض الباحث للمساءلة القانونية فيما بعد.
  • منح المفحوصين حرية الاختيار في المساعدة في الدراسة من عدمه من البداية دون إجبار لأحد. حتى يستطيع جمع المعلومات الإيجابية التي تثري البحث العلمي. وفي حالة رغبة أحد الأفراد في الانسحاب يجب على الباحث العلمي أن لا يمانع ويحترم رغبات المفحوصين.
  • يجب على الباحث العلمي أن يتسم بالأمانة العلمية عند القيام بالنقل عن الآخرين، حيث إنه ينبغي عليه أن يوثق جميع المعلومات والبيانات المُقتبسة من الأعمال التي يستعين بها، ولا ينقص ذلك من قدره شيئًا، فالبحث العلمي يعتمد على البناء والمرحلية، وكل باحث يسلم الراية لمن بعده.
  • بعد الانتهاء من جمع البيانات والمعلومات من عينة الدراسة البشرية. يجب أن يطلعهم الباحث على النتائج التي تم التوصل إليها. وفي ذلك حق أصيل لهم نظرًا لمشاركتهم بصورة فعلية في البحث، ويعد ذلك من أخلاقيات الباحث العلمي المهمة.
  • جميع البيانات والمعلومات التي يتم جمعها من المفحوصين عند إجراء الأبحاث العلمية يجب أن تندرج تحت بند السرية، ولا يتم استخدامها في أي أعمال غير مشروعة.

 

أهم الخطوات لإعداد الباحث العلمي الجيد

 

1- الإلمام بقواعد اللغة المستخدمة في البحث

 

إن اللغة هي الوسيلة التي يتم عن طريقها توصيل المعلومات والأفكار من ذهن إلي آخر، ولا يتحقق ذلك التوصيل  بطريقة علمية سليمة إلا عند الإلمام التام بقواعد اللغة المستخدمة، وبرغم أن التعامل يكون أسهل من التعامل باللغات الآخرى، إلا أن إتقان الكتابة العلمية باللغة الأم يتطلب جهدا في إتقان تلك اللغة، وممارسة الكتابة العلمية بها أسلوب سلس ورصين، ولابد للباحث أن يكون ملما بإحدى اللغات الأجنبية، ليمكنه من استيعاب ما يقرأه منها، وتعد اللغة الإنجليزية في عصرنا الحاضر هي لغة العلم الأولى، لذلك يجب على الباحثين إعطاء الأولوية للغة الإنجليزية.

 

2- القراءة الواعية المستمرة في مختلف المجالات

 

يجب على الباحث أن يكون قارئا من الطراز الأول. فيجب عليه ألا يقرا في مجال اهتمامه فحسب، وإنما في المجالات المرتبطة بها. وعلى الباحث أن يكون واعيا لما يقرأ ومتفحصا له، وأن يكون قادرا على الربط بين ما يقرأه من مصادر مختلفة، وقادرا على اكتشاف أوجه الاختلاف فيما بينها، وأن تمكنه قراءاته من تفسير تلك الاختلافات، ونظرا لكثرة الأبحاث المنشورة، فإن الأمر يحتاج إلي تنظيم وتخطيط من جانب الباحث، لكي يحقق التوازن المطلوب، وضرورة أن يمارس الباحث قراءة عدد محدود من الدوريات العلمية المتميزة في مجال تخصصه، مع الرجوع إلي أصول البحوث الهامة منها في الدوريات العلمية التي نشرت فيها بعد إجراء تقييم سريع لمستخلصات تلك البحوث.

 

3- العمل والتدريب المستمر

 

وتعني ممارسة الباحث التنقيب الدائم عن العلاقات، والظواهر، والمسببات. في كل ما يقرأه، أو يسمعه، أو يكتبه، أو يشاهده، ويتم ذلك بالتدرب على تقليب الأمور وتدبرها، وتنمية الفضول العلمي، وإذكاء روح المناقشة سواء على المستوى الشخصي، أو من خلال اللقاءات العلمية، مع استمرارية حضور تلك اللقاءات العلمية. بالإضافة إلي مواصلة التدرب على تجنب الأخطاء، والاستخدام الصحيح للإحصاء في خدمة البحث العلمي.

 

وهكذا نرى أن الباحث العلمي الجيد. هو الباحث الذي يتوفر فيه مجموعة من الصفات. من أبرزها الثقافة العلمية، التأني، الأمانة العلمية، الصبر، والذكاء، وتوافر هذه الصفات في الباحث. تجعله قادرا على القيام ببحث علمي ناجح.