الاستبيان في البحث العلمي
يُعتبر الاستبيان من أهم وأكثر أدوات جمع المعلومات والبيانات استخداما في البحوث النفسية والتربوية والاجتماعية، وذلك نظرًا لقلة تكلفة استخدامها وسهولة معالجة البيانات التي نحصل عليها من جهة أخرى، وهي ببساطة قائمة أسئلة توجه للأفراد ليقوموا بالإجابة عليها وذلك للحصول على معلومات حول موضوع معين.
ستخدم الاستبيان بكثرة في المؤسسات التعليمية، حيث يُستخدم في جمع المعلومات والأدلة بالإضافة إلى أنه يتطلب دراية كبيرة ودقة متناهية في تصميم وإعداد واستخدام وتفريغ وتحليل نتائج الاستبيانات.
كما تتطلب عملية تصميم واعداد الاستبيان من صاحبها دراية وخبرة بالعلوم التي تهتم بدراسة سلوك الإنسان كالتفكير والانفعال والاتجاهات والميول، وهذه العلوم هي علم النفس، علم الاجتماع، علم النفس الاجتماعي والقياس النفسي ... الخ.
وهناك طريقتان لإعداد الاستبيان هما:
- الاستبيان الموجه إلى المستبين بشكل غير مباشر أو عن طريق البريد، بحيث يهتم بجذب المستبين لكي يُقبل على ملء البيانات، مما يحتم إرفاق قائمة التعليمات لكي يعرف المستبين الموضوعات والمفاهيم المدرجة ضمن الاستبيان توضيحًا للغرض من البحث والباحثون المحللون لنتائج البحث وفترة جمع المعلومات لطمأنه المستبين عن نتائج سلوكه تجاه هذا الاستبيان.
- الاستبيان الذي يُقدم للمستبين بصورة مباشرة، حيث يهتم بالصياغة الإجرائية للأنماط السلوكية المراد ملاحظتها سواء كانت هذه الأنماط السلوكية تربوية أو معرفية الاستبيان في البحث العلمي
كما يُقسم الاستبيان إلى ثلاثة أنواع: 1- الاستبيان المقيد الذي يوجه للمبحوث أسئلة مغلقة تتطلب الإجابة بنعم او لا 2- الاستبيان المفتوح وهو يوجه أسئلة مفتوحة ويترك للمبحوث الحرية في الإجابة حسب رأيه ومعتقداته 3- الاستبيان المزدوج وهو الذي يوجه للمبحوث أسئلة محددة ومغلقة كما تحدد بدائل الاستجابات وعليه أن يختار أحد منها ويبرر اختياره. لذلك فإن اختيار أحد أشكال الاستبيان السابقة يتوقف على بعض الشروط السيكو مترية والتي تتعلق بالصدق والثبات وإمكانية التطبيق.
ومن مواصفات الاستبيان الجيد الموضوعية والصدق والثبات والشمول والتكامل وقلة الأسئلة والاهتمام بحجم العينة مع منح وقت كاف للاستجابات وتقبلها باعتبارها نهائية. كما أن هناك قواعد عامة يقتضي الأمر إتباعها بدقة عند تصميم تلك الأداة التي تتوقف كفاءتها على مدى خبرة ودراية الباحث بآليات تصميم الاستبيان ومدى معرفته بخصائص وتركيبة العينة التي يوجه إليها. كما أنه لا يمكن للباحث أو مستخدم الاستبيان ان يفهم شيئًا من المعلومات المجمعة إلا بعد تفريغها، حتى يستطيع تحليلها وتصنيفها ووضعها في جداول، وتوزيعات تكرارية لاستخلاص النتائج منها ومعالجتها إحصائيًا إذا ما تطلب الأمر ذلك.
كما إن من خطوات كتابة البحث العلمي هو تجميع المعلومات من مصادر مختلفة (الكتب والمراجع والمعاجم والمقابلات والاستبانات) ومعرفة ما يؤثر فيها من عوامل، أو علاقات تربط بينها وبين غيرها من المتغيرات والأفكار. لذلك يُعتبر الاستبيان من ارخص الأساليب تكلفة ويمكن القول بأن هناك من الاستبيانات مالا تستند على منهجية علمية مما يفقدها المصداقية في النتائج.