ان اختيار مشكلة البحث ليس امراً سهلاً بل هو مشكلة في حد ذاته وبالتالي تحتاج الى رؤيا واستبصار، مثلاً الطالب الحاصل على ماجيستير او بكالوريوس يفضل ان تكون مشكلة متواضعة عكس الحاصل على دكتوراه فانه يناقش مشكلة أكثر صعوبة، هناك اسلوبان في اختيار المشكلة الأسلوب الأول  وان يختار المشرف مشكلة البحث العلمي والثاني ان يختار الطالب مشكلة البحث ، ويفضل اختيار الأسلوب الأول ولكن تواجهها مشكلة عدم رغبة الطالب في الكتابة في ذلك الموضوع ، من ناحية أخرى ان يتعلم الطالب كيف يختار المشكلة وكيف يستشعر بها ولذلك من الأفضل ان يختار الباحث المشكلة بنفسه ، وان يقوم بتحديد العلاقة بين مشكلة بحثة وبين الدراسات السابقة بحيث يكون هناك نقاط  قوة ونقاط اختلاف ويجب مناقشة تلك النقاط ، حيث ان التطورات العالمية والتكنولوجية في جميع المجالات ماهي الإنتاج جهد متواصل من الباحثين وبالتالي تعد من اهم خطوات البحث العلمي ، والتي يجب التركيز عليها كونها سبب رئيسي في اجراء البحث .

محتويات المقال

 

1. أهمية تحديد مشكلة البحث العلمي
2. تعريف مشكلة البحث
3. شروط تحديد مشكلة البحث
4. معايير اختيار مشكلة البحث
5. شروط صياغة مشكلة البحث العلمي
6. مصادر اختيار مشكلة البحث
7. الخاتمة

 

من اهم الأسباب التي توضح أهمية تحديد مشكلة البحث العلمي انه يحتل المركز الأول في خطوات البحث العلمي:

 

اختيار المشكلة البحثية: ماهي المشكلة في البحث العلمي وهي عبارة عن تساؤلات الباحث التي يسعي الى إيجاد تفسير لها اما من حيث مصادر الحصول على المشكلة من خلال البيئة المحيطة او الدراسات السابقة او من خلال القراءات الواسعة او تكليف من جهة ما اما من حيث معيار اختيار مشكلة البحث استحواذ المشكلة على اهتمام الباحث وان تناسب إمكانيات الباحث ومؤهلاته وأيضا توافر البيانات والمعلومات اللازمة وتوافر المساعدات الإدارية وان تكون مشكلة البحث جديدة تضيف الى المعرفة.

 

اما من حيث الدراسات السابقة حيث يقوم بتوسيع قاعدة معرفته عن الموضوع الذي يبحث فيه، وتقديم خلفية عامة دقيقة ووضع إطار عام عن البحث والتأكد من أهمية موضوعه من الموضوعات الأخرى، وأيضا اتاحة الفرصة اما الباحث لمقابلة الموظفين والعاملين في مجال البحث للحصول على استبيان، اما من حيث الخطوة الثانية فهي القراءات السابقة وذك لتوسيع قاعدة معرفته حول موضوع البحث وأيضا التأكد من أهمية الموضوعات من بين الموضوعات الأخرى. أيضا تزويد الباحث بالمصادر والمراجع التي لم يستطع الوصول اليها اما الخطوة الثالثة صياغه الفروض البحثية والذى يكون عبارة عن تفسير مؤقت عن حل مشكلة ما وهو عبارة عن حل مؤقت لحين التأكد  من صحته ويجب ان تكون الفرضيات مرتبطة ببعضها البعض.

 

اما عن تحديد مشكلة البحث فيجب تحديد مشكلة البحث بحيث ان تكون واضحة اما عن حدود البحث وهي تحديد الحدود الزمنية والجغرافية للبحث ويجب ان يحتوى البحث على الدراسات السابقة والبحوث التي اطلع عليها الباحث اما عن جمع البيانات وتحليلها وهى البيانات المتعلقة بالجانب النظري والجانب الميداني اما عن تحليل المعلومات واستنباط النتائج حيث ان خطوات تحليل المعلومات خطوة مهمه لان البحث العلمي يختلف عن الكتابة العادية فهو يعتمد على استنباط حقائق من المصادر المجمعة حيث يمكن ان يكون تحليل نقدى ويكون راي الباحث مستنبطا من المصادر المجمعة لديه او تحليل إحصائي مدعوما بالنسب المئوية اما عن كتابة تقرير البحث حيث يحتاج الباحث الى تنظيم بحثه بشكل يعكس كل جوانبه

 

تعريف مشكلة البحث

 

يمكن تعريفها بانها علامة استفهام للإجابة عن وجود علاقة بين متغيرين اما من ناحية تحديد مشكلة البحث ان اهم خطوة في البحث العلمي هو تحديد مشكلة البحث والتي يسعى الباحث الى حلها وايضاً التعرف على ابعادها، ولا بد من وجود تفسيرات علمية تدفع الباحث لدراسة مشكلة البحث.

 

لقد دخل البحث العلمي في العديد من المجالات سواء كانت الفيزيائية ام الطبيعية او التاريخية وعلم الاجتماع والعلوم الإدارية وكثيرا من الجامعات والمعاهد تصدر مجلات علمية محكمة للعلوم الطبيعية والإنسانية حيث ان نتائج العلوم الطبيعية ثابتة لا تتغير بمرور الزمن اما العلوم الاجتماعية فهي تتعلق بالسلوك الإنساني ومعقد ويتغير حسب الظروف وبناء على ذلك فان هناك صعوبات وعوائق تواجه الباحث عند دراسته للعلوم الاجتماعية ومنها تعقيد الظواهر الاجتماعية وتمتاز الظواهر الإنسانية بالتعقيد وتأثرها بالعديد من المتغيرات الاقتصادية والاجتماعية ولكن ذلك لا يعني استحالة دراسة الظواهر الاجتماعية . ولكن يمكن دراستها على وجه اقل ويمكن تحديد مشكلة البحث من الناحية العلمية حيث انه يكون بمثابة سؤال يتم طرحه من قبل الباحث ويبدأ في تقسيم السؤال الى عدة أجزاء للإجابة عليه وتحديد أيضا أهمية الموضوع  ، فمشكلة البحث هي كل ما يثير تساؤلات لدى الباحث وتكمن الأهمية هنا الى الإجابة عن تلك التساؤلات ، حيث ان مشكلة البحث تقوم على صياغة المشكلة وتقوم على حل المشكلة ، وبما ان الخطوة الأولى في البحث هي تحديد مشكلة البحث وبالتالي تحديد ابعاد المشكلة ويجب ان يحدد الأسباب التي تدفعه لعمل ذلك البحث وتوضيح معالمها ووضعها في مجراها الفكري ، ولكى يكون البحث إضافة علمية يجب الاطلاع على الدراسات السابقة وتحديد المحاور التي تربط دراسته بها .

 

شروط تحديد مشكلة البحث:

 

قبل الوصول الى نتائج البحث والتي لها تأثير على المجتمع، لابد من وجود أرقاما واحصائيات توضح الثغرة وعليه التغلب عليها ومن هذه الشروط

 

  • ان تكون إضافة جديدة للبحث وللمجتمع
  • ان تكون البيانات والمعلومات مشكلة البحث متعلقة بالواقع لكي يتمكن من تحليلها وارتباطها
  • لا بد وان تكون مرتبطة بميول الباحث لان ذلك يمثل العامل الأكبر في نجاح البحث
  • من الهم ان تكون صياغة مشكلة البحث تهدف الى القيام بالبحث التجريبي وذلك من خلال ضبط المتغيرات الأساسية والمتغيرات الداخلية ومراعاة المبادئ حتى تكون المشكلة محددة
  • يجب تحديد الفجوة بين مشكلة البحث والدراسات السابقة وجهود العلماء لتقليل تلك الفجوة بحيث تكون مشكلة البحث قابلة للدراسة والقياس حيث ان التعرف على مشكلة البحث تتيح التعرف على أهمية البحث والاهداف
  • تزويد الباحث بالأفكار والإجراءات والوسائل.
  • تحذير الباحث من الوقوع في المشكلات التي وقع فيها السابقون والعمل على تخطيها
  • الاستفادة من جهود الباحثين السابقين عند نتائج الدراسات السابقة
  • توضيح الإضافة التي سوف يقدمها بحثه الى العلم

 

وبالتالي فان لصياغة مشكلة البحث أهمية لا تقل بأي حال من الاحوال عن أهمية البحث العلمي ، حيث انها تعتبر علم وفن ، حيث ان تحديد المشكلة وصياغتها في اطار البحث لجمع البيانات والمعلومات  وتساعد الباحث في اختيار مصادر المعلومات ، ويشترط على الباحث تقديم المرادفات والمصطلحات التي تعبر عن المشكلة ، بحيث يتم صياغة المشكلة بطريقه إخبارية او استفهاميه ويتم صياغة المشكلة بإحدى الطريقتين ، الطريقة الأولى وهى صياغة مشكلة البحث بطريقة إخبارية والطريقة الثانية هي صياغة مشكلة البحث بسؤال يربط بين متغيرين ،  اما عن مبادئ صياغة المشكلة

 

  • اختيار المصطلحات والمرادفات الخاصة بموضوع البحث
  • صياغة مشكلة البحث بشكل تقريري
  • يجب ان تكون قابلة للدراسة والقياس وان تكون مرتبطة من الواقع وليس من وحى الخيال حتى يمكن تحليلها، ويجب ان يكون الباحث غير متحيز
  • الموضوعية وعدم التحيز حيث يجب على الباحث ان يتجرد من الافكار والقيم الشخصية ووضع الهدف من البحث في مقدمة الاعتبارات ويكون ذلك عن تكثيف الدراسة والاجتهاد وعدم الانسياق لأي نقط جانبيه .

 

معايير اختيار مشكلة البحث

 

الأنشطة التي يقوم بها الانسان في حياته يؤدى ذلك الى وجود خبرات تمثل مصادرة لعدة مشكلات تستحق ان تكون موضوع للبحث، وبالتالي تكون عبارة عن مجموعة من التساؤلات التي تثير القلق والتي تكون محض المشكلة، وبالتالي من مصادر اختيار مشكلة البحث : القراءات والدراسات فالقراءة والدراسات والتي تكون من المسلمات للحصول على مصدر للمشكلة وايضاً تلعب الخبرة العلمية ولان مشكلة البحث العلمي لا يمكن ان تكون صحيحة الا من خلال اتباع عدد من المعايير ،وبالتالي اختبار وجود علاقة بين متغيرين  او عدد من المتغيرات .

 

  • يجب ان تكون مشكلة البحث متناسقة مع امكانياته الفكرية والعلمية والمادية والا فان الفشل وعدم القدرة على الوصول الى النتائج المطلوبة سيكون امر لا مفر منه .
  • ان الباحث الذى يختار مشكلة البحث هو الباحث الجيد الذى سوف يناقش المشكلة من كل الجوانب وايضاً يثير فضوله ويسعى طاقاته للغوص بالمشكلة وإيجاد الحلول .
  • من افضل معايير اختيار مشكلة البحث ، هو ان يختار مشكلة البحث من صميم اختصاصه او عمله ليكون على علاقة مباشرة بالمشكلة ، فلا يستطيع التوغل في مشكلة البحث اذا لم يمكن تخصصه .
  • ان يلتزم الحياد عند اختيار مشكلة البحث ، كى لا يقع تحت تأثير أفكاره .
  • ان يختار الباحث فائدة البحث بالنسبة للمجتمع والتخصص العلمي ، سواء كانت فائدة مادية او معنوية .
  • من اهم المعايير المستخدمة هي قابلية المشكلة للدراسة والبحث بحيث تشمل كافة الأسئلة الفرعية والرئيسية وإمكانية اختيار الأدوات الملائمة القادرة على دراستها .
  • يجب اختيار مشكلة بحيث ان تكون جديدة ، فلا تكون مكررة ويجب ان تكون مشكلة البحث مميزة وان تبتعد في بحثك عن اى مشاكل تم دراستها مرات عديدة .
  • على الباحث ان يختار مشكلة البحث العامة لا الخاصة، وان يستفيد من البحث المجتمع ككل ،وان لا تقتصر الفائدة على شخص معين ، ويجب اختيار المشكلة المحددة لان المشاكل المتعددة تحتاج الى مجهود كبير لا يقدر عليها باحث منفرد . كما يصعب دراستها من خلال بحث علمي .
  • من الأفضل للباحث ان يختار مشكلة البحث في اطار محدود ، فذلك سوف يساعده على دراستها بشكل سليم .
  • الالتزام بالعادات والتقاليد الخاصة بعادات المجتمع محل الدرسة مثل اختيار موضوع يتنافي مع البلاد العربية والإسلامية والباحث يعيش في تلك الدول .
  • يفترض على الباحث عند اختياره لمشكلة البحث ، وقبل ان يبدأ في الخطوات الاولي للبحث ان يتأكد من وجود مراجع ومصادر كافية للبحث محل الدراسة حيث اذا كانت المصادر المتوافرة غير كافية عليه ان يبحث عن لدراسة مشكلة أخرى .
  • ان تتوافر للباحث الإمكانيات سواء كانت المادية او البيئية او النفسية لحل مشكلة البحث .
  • ان يتاكد من توافر العينة المناسبة لموضوع البحث .

 

شروط صياغة مشكلة البحث العلمي :

 

حيث انها لا تنجح الا اذا توافرت فيها مجموعة شروط مثل ان

 

  • تكون جديدة لم يتم مناقشتها بشكل متكرر وتحقق فائدة للعلم والمجتمع .
  • يفترض ان تساهم مشكلة البحث في تقديم معلومات جديدة تطور البحوث العلمية وتدفعها للامام ، فمع المعلومات الجديدة يتقدم العلم اما تكرار المعلومات سيفقد البحث أهميته .
  • اختيار مشكلة البحث ضمن المجال الذى يميل اليه ، لان ذذلك سيساعده على الابداع وبذل طاقاته في إيجاد الحلول .
  • على الباحث ان يكون على دراية كاملة بموضوع بحثه لكي يستطيع ان يصوغ المشكلة .
  • يعتبر القياس الأفضل الذى يستخدمه الباحث الذى يستخدمه الباحث في اطار سعيه
  • ان يختار مشكلة البحث وان يكون منطقية ومنطلقة من الواقع ، والتي يمكن دراستها بسهولة لان
  • اختيار مشكلة بعيدة عن الواقع يؤدى الى وجود نتائج غير منطقية ولن تصل الى نتائج مرضية .
  • لا يمكن اختيار مشكلة البحث بطريقة صحيحة مالم يتم توضيح العلاقة بين مشكلة بحثة والدراسات السابقة ، حيث يقوم بتحديد نقاط الاتفاق بين مشكلة البحث وبين سبب الاتفاق ،وإظهار أسباب الاختلاف .

 

مصادر اختيار مشكلة البحث:

 

  • المصدر الأكاديمي: ويتم استيفاء محتويات ذلك المصدر من المناقشات الصفية، وما يواظب عليه الباحث من محاضرات ولقاءات اكاديمية ويتم من خلالها اختيار مشكلة البحث.
  • التجارب الشخصية (الحياتية): ويشير ذلك المصدر الى ما يحوز عليه الطالب من خبرة بشكل يومي في شتى المجالات سواء في المجتمع ونواحي الحياة والمجتمع مثلا تجربة نيوتن كانت التجربة الرئيسية في اكتشاف قوانين الحركة والجاذبية.
  • الوقوع في مواقف معينة والتي تشمل الأنشطة والتدريب.
  • الجانب الذي يختص بتقدم الاستشارات حيث يقوم الاخصائي او الباحث بتقديم نصيحته واستشارات.
  • الابتكار من خلال تبادل الآراء مع الاطراف حول النقاط معينه وبشكل عميق.
  • الأبحاث : حيث يمكن عند دراسة مشكلة معينة في بحث يفتح المجال لدراسة مشكلة أخرى .
  • الحدس وسرعة البديهة : ويشير الى ماقد يصل الى الذهن  من عوامل تساعد على التنبؤ بعناصر مشكلة البحث .

 

الخاتمة:

 

ان من اهم خطوات البحث العلمي هي تحديد مشكلة البحث طبقاً للمعايير المتعارف عليها ويجب ان تكون مشكلة البحث هو إضافة للعلم وليس موضوع تم دراسته فترات عديدة وبالتالي يجب وضع مشكلة البحث بعد الاطلاع على الدراسات السابقة التي تخص موضوع الدراسة كما ان تقليل الفجوة بين الدراسات السابقة والمشكلة موضوع البحث من الأمور الهامة كما ان وضع مشكلة البحث طبقاً للمعايير الخاصة بالبحث العلمي.

 

نتمنى أن يكون المقال نال إعجابكم وبانتظار تواصلكم معنا للاجابة على استفسارتكم