إن علم التدقيق اللغوي من اهم العلوم التي نحتاج إليها في كافة المجالات العلمية، ولذلك ليس هناك في الدراسة مجال أو فرع اسمه التدقيق اللغوي، على الرغم من الأهمية الكبيرة له في الحياة العملية، فالتدقيق اللغوي ليس له كلية يتخرج منها مدققين، ولكنه يعتمد على الإدراك الكامل باللغة العربية الفصحى أو العامية، كما أن كثرة القراءة في مجال المراجعة يجعل المدقق أكثر خبرة في مجال التدقيق، وبالتالي فإن أي شخص في هذه الحياة يستطيع العمل كمدقق لغوي.
ما هو التدقيق اللغوي:
التدقيق اللغوي هو القيام بمراجعة الكلمات المكتوبة وتعديل الأخطاء اللغوية الموجودة فيها إذا وجدت
-فالأخطاء اللغوية يمكن أن تخل بالمعنى كاملاً وقد تعطى معنى آخر يبتعد تماماً عن المعنى الذي يقصده الكاتب- وهذه الأخطاء قد تكون أخطاء لغوية أو إملائية او نحوية، ثم يقوم المدقق باستبدال الكلمات الخاطئة بالكلمات الصحيحة لغوياً.
صفات المدقق اللغوي الناجح:
لكي يتمكن المدقق من إتقان التدقيق اللغوي يجب أن يتسم بالصفات التالية:
- إجادة اللغة التي يدقق فيها إجادة تامة، وأن يكون ملم بقواعدها الإملائية والنحوية واللغوية والصرفية.
- ان يكون ملم بمتطلبات سوق العمل لكي يكون قادراً على فهم المواضيع التي يدقق فيها.
- يجب أن يمتلك المدقق اللغويثقافة واسعة في كافة المجالات، وخاصة في المجالات التي يقوم بالتدقيق فيها.
- أن يمتلك المدقق الصبر والهدوء وعدم التسرع في التدقيق، وذلك لأن التدقيق اللغوي يحتاج إلى تركيز كبير لكي لا يقع المدقق في الأخطاء أثناء التدقيق.
- يجب على المدقق اللغوي -لكي يكون ناجح- أن يبتعد عن العمل لساعات طويلة متواصلة، وذلك لأن نسبة تركيزه سوف تقل ساعة في بعض الأوقات.
- كما أن المدقق اللغوي الناجح هو الذي يستفيد من الأخطاء التي وقع فيها في البداية ويتجنبها في المرات القادمة.
- وكذلك يجب على المدقق اللغوي ايضاً أن يقوم بقراءة النص عدة مرات قبل أن يبدأ بتدقيقه، وذلك لكي يفهم النص الموجود قبل العمل على التدقيق فيه، كما أنه من المفترض عليه قبل ان يبدأ بالتدقيق اللغوي أن يكون على قدر كافي من الفهم للنص بشكل كامل، لأن الفهم الخاطئ للنص قد يؤدي إلى وقوع المدقق في أخطاء اثناء عملية التدقيق.
- يجب على المدقق أن يبتعد عن اللهجات أو آراء العلماء، ويقوم بالتدقيقاللغوي بناء على قواعد اللغة التي يعمل بها.
- كما يجب عليهأن يقوم بقراءة النص مرات كثيرة، ويقوم بعمل التدقيق ضمن إطار النص الأصلي، لكي يكون قادراً على الحكم عليها بصورة دقيقة وصحيحة.
- يجب على المدققاللغوي أن يمتلك القدرة على فهم القصد الذي يريد الباحث إيصاله من خلال ما كتبه في بحثه، وذلك لأنه إذا حدث اي تغيير في الكلمات الموجودة قد يحدث تغيير في المعنى الذي أراد الكاتب الوصول اليه.
- كما يجبأن يكون المدقق متخصص في مجال معين، ويجب أن يكون علي علم كامل بذلك المجال، ويعد هذا الأمر من العوامل التي تساعد في نجاح المدققاللغوي، أما في حال عمله في كافة المجالات فمن الوارد ان يقع المدقق بالأخطاء نتيجة لعدم اطلاعه الكافي عليها.
الخلاصة:
التدقيق اللغوي له فوائد عديدة لأن من خلاله يضمن الكاتب عملاً سليماً خالياً من الأخطاء اللغوية والإملائية والنحوية.
كما أنه لو وجد أخطاء في البحث العلمي أو غيره من الرسائل يجعل الكاتب يقع في الحرج في حال اكتشاف الناس لها.
فالتدقيق اللغوي يحدث تطوير للغة الباحث، وهو الأمر الذي يجعله أكثر صلابة في كتاباته القادمة، ويساهم في إخراج البحث الذي يقوم به الكاتب منسقاً ومنظماً.
